
تعبير عن الصاروخ
تعبير عن الصاروخ
الصاروخُ قُبلةُ النارِ نحوَ السماء، سهمٌ من حديدٍ يَخترقُ الغيمَ ويحطمُ جدارَ الجاذبية بقلبٍ ملتهب. هو حلمُ الإنسانِ القديمُ الذي حوَّلَ الخيالَ إلى معادلةٍ رياضية، والغضبَ إلى قوة دافعة.
يحملُ في صدره شغفَ الاكتشافِ ورهبةَ التحدي، ينطلقُ كالبرقِ محمَّلًا بأمنياتِ الأرضِ إلى الفضاء، وكأنه يصرخُ في وجهِ المجهول: “هذه إرادتي… فلتشهدِ النجوم!”
أجنحةُ اللهبِ تُزيّنُ ظهرَه، والدخانُ الأبيضُ يرسمُ دربًا كاللؤلؤِ المتناثر. هو ابنُ الكيمياءِ والفيزياء، لكن روحَه من أساطيرِ “إيكاروس” و”ابن فرناس”. يحملُ الأقمارَ على كتفيه، ويُغني للكونِ أغنيةَ الأرضِ كلَّما اخترقَ الظلام.
حوار بين الغواصة والصاروخ
الغواصة: (بصوتٍ هادئٍ يخترقُ الأعماق)
مَن أنتَ أيها المخلوقُ المُكتسي بالنيران؟ أتتهربُ من الماءِ كما تُهربُ الأرواحُ من الجسد؟
الصاروخ: (بزئيرٍ يهزُّ الأمواج)
أنا مَن يكتبُ اسمَه على جبينِ السماء! أنا الطريقُ إلى العُلى… أما أنتِ، فلمَ تختفينَ في الظلامِ كحرفٍ ضائعٍ في كتابِ المحيط؟
الغواصة:
الظلامُ هنا يخبئُ أسرارَ الخليقة… أرضٌ بلا شمس، وحياةٌ ترقصُ في صمت. أما نيرانُك، فربما تُحرقُ أحلامَك قبل أن تبلغَ النجوم.
الصاروخ:
النارُ لغتي الوحيدة! لا أستطيعُ أن أتنفسَ إلا إذا مزقتُ الغلافَ، ولا أرى نفسي إلا في مرآةِ الفضاء. وأنتِ؟ ألا تشعرينَ بالاختناقِ تحت هذا الثقل؟
الغواصة: (تُطلق فقاعاتٍ كضحكةٍ خفية)
الضغطُ هنا يُعلِّمُني التواضع… كلَّما نزلتُ أعمق، عرفتُ أن الكونَ أكبرُ من أن يُحتَوى. أما أنتَ فتهربُ إلى الأعلى كطفلٍ يطاردُ الفراشات!
الصاروخ:
أعلى؟! أنا ألمسُ حدودَ اللاانهاية! أُريكِ كيفَ تُولدُ الشمسُ من ظهري… (ينطلقُ بلهبٍ عالٍ).
الغواصة: (تُراقبُ شعاعَه يذوبُ في الأعماق)
غريبٌ… كلانا يبحثُ عن المجهول.
لكنَّ الفضاءَ عندكَ كالمحيطِ عندي:
واسعٌ، باردٌ،
ومليءٌ بأشباحِ الذين سبقونا.
🌊 الغواصة: هل سنلتقي يومًا؟
🚀 الصاروخ: حين تتعلمينَ الطيرانَ… أو حين أتعلمُ الغوص!
(ينطفئُ صدى حوارهما، كأنهما حلمانِ لعالمٍ واحد).