
تعبير عن الطبيعه
الطبيعة: لوحة الحياة الرائعة
الطبيعة هي تلك القصيدة الخالدة التي تُغنّيها الأرض بكل ما فيها من جمال وسحر، فهي المرآة التي تعكس روعة الخالق وإبداعه في كل تفصيل. تتنفس الطبيعة بالحياة، فتزهو بالأشجار التي ترفع أغصانها نحو السماء كأيدي تُصلّي شكراً للضوء، وتتماوج الأنهار بلحنٍ هادئٍ يُذكّرنا بأن الجمال قد يكون بسيطاً وعميقاً في آنٍ واحد.
في الصباح الباكر، تنساب أشعة الشمس الذهبية بين أوراق الأشجار، فترسم على الأرض لوحةً من الظلال الراقصة، بينما تعلو أصوات العصافير نشيداً لليوم الجديد. وفي الغابات، تُخفي الأسرار بين طياتها: زقزقة الحشرات، همس الرياح، وعطر الأزهار الذي يملأ الجو كأنه عطرٌ أُهدي للكون. أما الجبال الشامخة، فتقف كحراسٍ أبديين، تُزيّن قممها الثلجية حلّةً بيضاء، وتُعلّمنا أن العلو يحتاج صبراً وتحدياً.
ولا ننسى البحر بأسراره، حيث الأمواج تُنشد أغانيها الأزلية، تارةً هادئة كملهمة الشعراء، وتارةً هائجة كقلوب العاشقين. تحمل المياه في أعماقها عالماً آخر، مليئاً بالألوان والحياة، وكأنها تذكير بأن الجمال قد يكون مخفياً، يحتاج فقط إلى من يغوص لاكتشافه.
الطبيعة ليست مشهداً نراه فحسب، بل هي مدرسةٌ نتعلم منها دروس التواضع والصبر والتجدد. فالأشجار تفقد أوراقها في الخريف لتعود أكثر حيوية في الربيع، تعلمنا أن النهاية قد تكون بدايةً جديدة. والسماء الواسعة تُذكّرنا بأن هناك ما هو أكبر من همومنا اليومية، وأننا جزء من كونٍ عظيم.
لكن هذه اللوحة الرائعة تحتاج إلى حمايتنا. فجمال الطبيعة هش، يتأثر بلمسة الإنسان الجارحة. فلنكن حراساً لها، نحافظ على نقائها، لأنها ليست إرثاً لنا وحدنا، بل وعدٌ نُسلّمه للأجيال القادمة.
في النهاية، الطبيعة هي الوطن الأول للإنسان، والملاذ الذي يُعيد إلى الروح توازنها، ويُذكّرنا بأننا جزء من نسيجٍ إلهيٍ مُعجز، حيث كل عنصرٍ يُكمّل الآخر، ليرسم معاً أغنية الحياة.