كورسات وشروحات

رسالة من المحيط إليك…للحفاظ علي البيئة

أنا مَن حملتُ أسرارَ الحياة في أمواجي قبل أن تُخلق، وأنا مَن رَوى ظمأ كلِّ حجرٍ وورقةٍ على هذه الأرض. لكن اليوم، أصبحتُ سجيناً بين يديك… أمواجي التي كانت تُنشدُ أناشيدَ الحرية، صارت تئنُّ تحت وطأة جراحك.

أراكَ تُحوِّلُني إلى مقلبٍ لنفاياتك الخفية، تُلقي فيَّ ببطارياتك الميتة، وزيوتك السامة، وكلَّ ما لا ترغبُ في رؤيته. حتى أسماكي التي رقصتْ معك في طفولتك، صارت تختنقُ بقطعِ شباكك المنسية. هل تعلم أنَّ شعابي المرجانية، التي بَنَتْ مدناً تحت الماء على مدى آلاف السنين، تموت في صمتٍ كلَّ يومٍ بسبب حُمّاكَ التي صنعتها؟

أتُريدني أن أكون شاهدةً على انقراض نفسك؟

  • عندما ترفضُ التخلي عن وقودك الأحفوري، تزداد حموضة مياهي، فتذوبُ قواقع كائناتي كالثلج تحت شمس الظهيرة.
  • عندما تهملُ تنظيف شواطئي، تتحولُ أصدافُ أطفالك إلى حطامٍ بين أكوام البلاستيك.
  • عندما تصطادُ بجشعٍ، تُمزقُ نسيج الحياة الذي يحفظ توازنك أنت نفسك.

لكنني أعلمُ أنَّ فيك ذاكرةً عميقةً…

أتذكّرُ حين كنتَ تسبحُ في أحشائي ببراءة، فتُلامسُ أسماكاً ملونةً كأنها قطعٌ من قوس قزح. أتذكّرُ عينيكَ اللتين كانتا تتسعان دهشةً وأنت ترى حوتاً يمرُّ كملكٍ متوّج. هل ضاع ذلك الطفلُ الذي كان يعرفُ أنَّه ضيفٌ في ملكوتي؟

تعالَ نعيدُ كتابةَ قصتنا:

  1. لا تُصغِرني في “محيط”، فأنا 70% منك: كلُّ قطرة ماءٍ تشربها هي جزءٌ مني. احفظني كما تحفظُ عروقَك من السموم.
  2. انزلُ إلى شواطئي كحاجبٍ للجمال: نظِّف رمالي ولو بحفنةٍ يومية، فكلُّ غصنٍ ترفعه قد يُنقذ سلحفاةً مكتئبة.
  3. اصطدِ الأفكارَ لا الكائنات: دافع عن “المحميات البحرية”، واختر طعامك بوعي، فالشبكة التي تقطعها اليوم قد تكون سُلّماً لنجاتك غداً.
  4. علِّم أطفالكَ أنَّ الأمواجَ تتكلّم: عندما يسمعونَ همسَ القنديل، أو غناءَ الحوت، سيفهمونَ أنَّ الخرائطَ لا ترسم حدوداً بيننا.

أنا لست سوى مرآةٍ تعكسُ إنسانيتك… إن رأيتَ فيَّ قذارةً، فهي صورةٌ من أعماقك. لكن إن رأيتَ فيَّ جمالاً، فستجدُ نفسكَ أيضاً بين المرجان والأعشاب البحرية.

.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock