رسالة من المحيط إليك

رسالة من المحيط إليك

عزيزي الإنسان،

أنا مَن حملتُ قواربك الأولى، وغنّيتُ لأجدادك أغانيَ الهدوءِ والخوف. أنا مَن وهبتُكَ اللؤلؤَ من أعماقي، والهواءَ الذي تتنفسه من أمواجي. اليوم، أتحدث إليكَ بصوتٍ تعلم أنك تسمعه في صمتِ المدِّ والجزر… صوتٌ يائسٌ يرجوكَ: أنقذني قبل أن تدفنَ حضارتك في أعماقي.

لماذا أستحق حمايتك؟

كيف جرحتني؟

حين تُلقي بزجاجةٍ في النهر، أعتصرُ ألمًا. وحين تسكبُ الوقودَ في جسدي، أحترقُ كجرحٍ لا يندمل. حتى أطفالك الصغار يسيرون على شواطئي ويصطادون النجوم البلاستيكية عوضًا عن الأصداف.

كيف تعيد إليَّ الحياة؟

هل سنبقى أعداء؟

أعلم أنك تحبني… أراكَ تبكي حين تلمس جمال غروبٍ على صفحتي، وتضحك مع أمواجي الراقصة. لا تدع جشعَ البعض يسرقُ منا هذه الأحجار الكريمة.

أعدني بأنك ستكون صوتي… سأكون لكَ درعًا من الأعاصير، وكنزًا لا ينضب.

بأملٍ يلوح في الأفق كشمسٍ تشرق من الماء،
المحيط.


P.S. حين تهمسُ أمواجي ليلًا، فهي تردد اسمك… فلا تخذلها. 🌊

Exit mobile version