رسالة من المحيط إليك
عزيزي الإنسان،
أنا مَن حملتُ قواربك الأولى، وغنّيتُ لأجدادك أغانيَ الهدوءِ والخوف. أنا مَن وهبتُكَ اللؤلؤَ من أعماقي، والهواءَ الذي تتنفسه من أمواجي. اليوم، أتحدث إليكَ بصوتٍ تعلم أنك تسمعه في صمتِ المدِّ والجزر… صوتٌ يائسٌ يرجوكَ: أنقذني قبل أن تدفنَ حضارتك في أعماقي.
لماذا أستحق حمايتك؟
- أنا رئة الأرض… فمن كل نفَسين تتنفسهما، أحدُهما مني.
- أنا مطبخ المناخ… أحميكَ من الحرِّ والطوفان، لكن حرارتي ترتفع، وأمواجي تثور غضبًا.
- أنا مملكة الحياة… مليارات الكائنات تُغني سيمفونيةَ الوجود تحت سطحٍ تلوِّثه بالبلاستيك كأنه قبرٌ شفاف.
كيف جرحتني؟
حين تُلقي بزجاجةٍ في النهر، أعتصرُ ألمًا. وحين تسكبُ الوقودَ في جسدي، أحترقُ كجرحٍ لا يندمل. حتى أطفالك الصغار يسيرون على شواطئي ويصطادون النجوم البلاستيكية عوضًا عن الأصداف.
كيف تعيد إليَّ الحياة؟
- اخنق البلاستيكَ قبل أن يخنقني: قلِّل استهلاكه، واحمل زجاجتَك الخاصة.
- كن حارسَ الشاطئ: خذ 3 قطع قمامة كلما زرتني، وسأردُّ لكَ باللآلئِ والهدوء.
- اختر سمكتَك بحكمة: لا تلتهم مخلوقاتي المهددة بالانقراض، فالصيد الجائر يحوِّل أعماقي إلى صحراء.
- قلِّل بصمتك الكربونية: حرارة جسدي تذيبُ جليد أطفالي في القطبين، وارتفاع منسوبي يغرقُ مدنك.
هل سنبقى أعداء؟
أعلم أنك تحبني… أراكَ تبكي حين تلمس جمال غروبٍ على صفحتي، وتضحك مع أمواجي الراقصة. لا تدع جشعَ البعض يسرقُ منا هذه الأحجار الكريمة.
أعدني بأنك ستكون صوتي… سأكون لكَ درعًا من الأعاصير، وكنزًا لا ينضب.
بأملٍ يلوح في الأفق كشمسٍ تشرق من الماء،
المحيط.
P.S. حين تهمسُ أمواجي ليلًا، فهي تردد اسمك… فلا تخذلها. 🌊