الصحة العامة

علاج تدني الرغبة الجنسية عند الرجال

علاج تدني الرغبة الجنسية عند الرجال: فهم الأسباب وإيجاد الحلول

تدني الرغبة الجنسية (انخفاض الدافع الجنسي) عند الرجال هو مشكلة شائعة تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والعلاقات الشخصية والثقة بالنفس. لحسن الحظ، غالبًا ما تكون قابلة للعلاج بمجرد فهم الأسباب الكامنة وراءها. إليك نظرة شاملة:

أولاً: فهم الأسباب (المفتاح الأساسي للعلاج)

تتنوع أسباب تدني الرغبة الجنسية، وغالبًا ما تكون مزيجًا من عوامل جسدية ونفسية وعلاقية:

  1. الأسباب الجسدية:
    • الاضطرابات الهرمونية: انخفاض هرمون التستوستيرون هو السبب الأشهر، لكن خلل هرمونات الغدة الدرقية أو الغدة النخامية أو ارتفاع البرولاكتين قد يلعب دورًا.
    • الأمراض المزمنة: السكري، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، السمنة المفرطة.
    • الأدوية: مضادات الاكتئاب (خاصة SSRIs)، أدوية ضغط الدم (حاصرات بيتا)، مضادات الهيستامين، العلاج الكيميائي، بعض مسكنات الألم الأفيونية.
    • الإرهاق الجسدي: قلة النوم، الإجهاد البدني الشديد.
    • المشاكل العصبية: تلف الأعصاب (مثل التصلب المتعدد)، إصابات الحبل الشوكي.
    • المشاكل الجنسية الأخرى: ضعف الانتصاب (ED)، سرعة القذف، قد تؤدي إلى تجنب العلاقة وخفض الرغبة.
    • الإدمان: الكحول، المخدرات، التدخين المفرط.
    • مشاكل الغدد الصماء: أمراض الكبد أو الكلى المزمنة.
  2. الأسباب النفسية والعاطفية:
    • الاكتئاب والقلق: من الأسباب الرئيسية جدًا.
    • الإجهاد والتوتر المزمن: ضغوط العمل، المشاكل المالية، الهموم اليومية.
    • انخفاض الثقة بالنفس أو تشوه صورة الجسد.
    • الصدمات النفسية أو الجنسية السابقة.
    • الخوف من الفشل الجنسي.
  3. الأسباب العلاقية والاجتماعية:
    • المشاكل الزوجية: الصراعات المستمرة، ضعف التواصل، فقدان التقارب العاطفي، الخيانة، الملل في العلاقة.
    • الضغوط الأسرية: رعاية الأطفال، المشاكل مع الأهل.
    • الضغوط الاجتماعية والثقافية: التوقعات غير الواقعية حول الأداء الجنسي، الوصمة الاجتماعية حول بعض الموضوعات.
    • اختلاف الرغبة بين الشريكين.

ثانيًا: خيارات العلاج (حلول متعددة الأوجه)

العلاج الناجح يعتمد على تشخيص دقيق للسبب أو الأسباب الأساسية:

  1. العلاج الطبي:
    • علاج الاضطرابات الهرمونية: إذا تم تشخيص نقص التستوستيرون، قد يوصي الطبيب بعلاجات تعويضية (حقن، جل، لصقات) بعد تقييم شامل للمخاطر والفوائد. علاج خلل هرمونات الغدة الدرقية.
    • مراجعة الأدوية: استشارة الطبيب حول الأدوية الحالية التي قد تسبب تدني الرغبة، ومدى إمكانية تغييرها أو تعديل جرعتها.
    • علاج الأمراض المزمنة: التحكم الجيد في السكري، ضغط الدم، أمراض القلب يتحسن الأداء والرغبة الجنسية.
    • علاج المشاكل الجنسية الأخرى: معالجة ضعف الانتصاب (بأدوية مثل الفياجرا، السياليس، ليفيترا، أو غيرها) أو سرعة القذف غالبًا ما يعيد الثقة والرغبة.
    • أدوية لتحفيز الرغبة: توجد بعض الأدوية قيد البحث أو الاستخدام المحدود، لكن لا يوجد “منشط جنسي سحري” آمن وفعال للرغبة بشكل عام مثل أدوية الانتصاب. يجب استخدام أي دواء تحت إشراف طبي صارم.
  2. العلاج النفسي والاستشارة:
    • العلاج النفسي الفردي: لمعالجة الاكتئاب، القلق، تدني الثقة، صورة الجسد، الصدمات. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعال جدًا.
    • العلاج الزوجي: ضروري لمعالجة مشاكل التواصل، الصراعات، إعادة بناء التقارب العاطفي والجسدي، وتناغم الرغبة بين الشريكين. تعلم مهارات حل المشكلات.
    • العلاج الجنسي: متخصصون يساعدون على فهم المشكلة، تقليل القلق الجنسي، تحسين التواصل حول الجنس، استكشاف طرق جديدة للإثارة والحميمية، وإعادة تعريف العلاقة الجنسية.
  3. تغيير نمط الحياة (أساسي وداعم):
    • التمارين الرياضية المنتظمة: تحسن الدورة الدموية، ترفع التستوستيرون، تقلل الإجهاد، وتعزز الثقة.
    • التغذية المتوازنة: نظام غذائي صحي للقلب (غني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات الخفيفة) يدعم الصحة العامة والجنسية. تجنب الدهون المشبعة والسكريات المكررة.
    • إدارة الإجهاد والتوتر: تقنيات الاسترخاء (اليوجا، التأمل، التنفس العميق)، ممارسة الهوايات، التأكد من أوقات الراحة.
    • تحسين جودة النوم: النوم الكافي والجيد (7-9 ساعات) حاسم لتنظيم الهرمونات والطاقة.
    • الحد من الكحول والإقلاع عن التدخين والمخدرات.
    • الحفاظ على وزن صحي: السمنة مرتبطة بانخفاض التستوستيرون ومشاكل صحية تؤثر على الرغبة.
  4. تعزيز العلاقة والحميمية:
    • تحسين التواصل الصريح والصادق: التحدث عن المشاعر، الرغبات، المخاوف مع الشريك دون لوم.
    • التركيز على التقارب غير الجنسي: قضاء وقت ممتع معًا، العناق، القبلات، المداعبة دون ضغط للجماع.
    • استكشاف الإثارة بطرق جديدة: قراءة، أفلام، ألعاب، تدليك، تجربة أماكن أو أوقات مختلفة.
    • تقليل الضغط على الأداء: إعادة تعريف العلاقة الحميمة لتشمل أشكالًا مختلفة من المتعة والاتصال، وليس فقط الجماع.

ثالثًا: خطوات عملية للرجل

  1. توقف عن اللوم الذاتي: المشكلة طبية/نفسية وليست فشلًا شخصيًا.
  2. استشر الطبيب: البداية تكون مع طبيب الرعاية الأولية أو طبيب المسالك البولية. كن صريحًا بشأن الأعراض، الأدوية، التاريخ الصحي، والمشاكل النفسية.
  3. إجراء الفحوصات: تحاليل الدم (هرمونات، سكر، كوليسترول)، فحص بدني شامل.
  4. شارك شريكك: ناقش المشكلة مع شريكك بشكل داعم. مواجهتها معًا أسهل.
  5. كن صبورًا: العلاج يحتاج وقتًا. التغييرات في نمط الحياة والعلاج النفسي لا تعطي نتائج فورية.
  6. ابتعد عن الحلول السريعة غير الموثوقة: المنتجات غير المرخصة على الإنترنت قد تكون خطيرة.

الخلاصة:

تدني الرغبة الجنسية عند الرجال ليس حتميًا ولا يجب التعايش معه بصمت. إنه إشارة من الجسد أو النفس تحتاج للانتباه. المفتاح هو التشخيص الدقيق للأسباب المتعددة والمتشابكة غالبًا، ومن ثم اتباع خطة علاجية شاملة تشمل الرعاية الطبية، الدعم النفسي، تحسين العلاقة، وتغيير نمط الحياة. طلب المساعدة المهنية من الأطباء والمعالجين المتخصصين هو الخطوة الأكثر حكمة وقوة نحو استعادة الصحة الجنسية والرضا عن الحياة. تذكر أن التواصل المفتوح مع الشريك والدعم المتبادل هما حجر الزاوية في رحلة العلاج الناجحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock