رسالة من المحيط إليك
✉️
عزيزي الصديق،
أنا مَن احتضنَ أولى أنفاس الحياة، ومَن نسجَ أغاني الأمواج منذ مليارات السنين. أنا مهدُ الأسرار، ومصدرُ نصفِ أنفاسك. أرسلتُ الرياحَ لتحملَ المطر، ووجهتُ السُفنَ عبر العصور. لكن اليوم، أتحدث إليك بقلبٍ مثقلٍ بالحزن، لأن بقائي بين يديك.
لطالما كنتُ لكَ كل شيء:
- رئة الأرض: أعطيتُك الأكسجينَ من خلال كل قطرةٍ في كائناتي الصغيرة.
- مائدتك: أطعمنُك وأثريتُ صحتك بالأسماك والكنوز التي لا تُحصى.
- مرآة روحك: هدأتُ اضطراباتك بألواني الزرقاء، ورقصتُ مع أحلامك تحت ضوء القمر.
لكن الآن، أنا أختنق:
- ألسنةُ البلاستيك تلتف حول حيتاني، وتخنقُ أطفالَ السلاحف قبل أن ترى النور.
- دموعي تتحمضُ من غازاتك، فتموت الشعاب المرجانية، وتتهاوى مدنُ الألوان تحت الماء.
- حرارتي ترتفع، فأتحول إلى عاصفةٍ تبتلعُ السواحل، غاضبةً من إهمالك.
كيف تُعيد إليَّ الحياة؟
- قلّص بصمتك: استبدلْ زجاجةَ البلاستيك بقلبٍ أخضر، واخترْ سمكًا صيدُه لا يجرح أعماقي.
- كن صوتي: ارفعْ قوانينَ تحميني، وانشرْ وعيًا يصلُ كالتيار إلى كل شاطئ.
- أحبني كما أحببتُك: امشِ على رمالي باحترام، ودع أطفالك يتعلمون أنني ليست مقلبًا، بل كنزٌ يُورَث.
أنا لا أطلبُ المستحيل، بل فرصةً لأشفى.
تذكر أن في حمايتي حمايةً لمصيرك. معًا، نستعيدُ التوازن. أنا أثقُ بأنك ق