
تعبير يوم العلم: 16 أفريل
يوم العلم: 16 أفريل – إشعاع المعرفة وبناء الهوية
في السادس عشر من أبريل من كل عام، تحتفي الجزائر بـ”يوم العلم”، ذكرى وفاة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس (1889-1940)، رمز النهضة الفكرية ومقاومة الاستعمار بالعلم والفكر. هذا اليوم ليس مجرد مناسبة لتخليد ذكرى رجل عظيم، بل هو تجسيد لروح أمة تؤمن بأن العلم سلاح البناء والتحرير.
ابن باديس: رائد التنوير
كان ابن باديس مُصلحًا إصلاحًا شاملاً، آمن أن تحرير العقول هو بوابة تحرير الأرض. أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931، وحول المساجد إلى مدارس تعلم اللغة العربية وقيم الإسلام السمحة، مقاومًا سياسة التجهيل الفرنسية. قوله الشهير: “شعبنا سيعيش بروحه إن عاش علماؤه، ويموت بروحه إن مات علماؤه”، يُلخّص فلسفته في أن العلم حصن الهوية وأداة التحرير.
العلم: جسر نحو المستقبل
يحمل هذا اليوم رسالة خالدة: المعرفة أساس تقدم الأمم. فالجزائر، التي خرجت من ظلام الاستعمار، جعلت من التعليم أولوية، فأنشأت الجامعات ومراكز البحث، وسعت لمحو الأمية، مؤكدة أن الاستثمار في العقل هو أغلى ثروة. اليوم، تُذكرنا المناسبة بأن التحديات الجديدة — كالتكنولوجيا والابتكار — تتطلب مواصلة هذا النهج.
كيف نحتفل؟
تحيي الجزائر هذا اليوم بفعاليات ثقافية ومسابقات علمية، وتكريم المتفوقين والمعلمين. في المدارس، تُلقى قصائد وأبحاث عن ابن باديس، بينما تُنظم ندوات جامعية عن دور العلم في مواجهة التحديات المعاصرة. كل هذا لتأكيد أن روح ابن باديس ما زالت تُلهم الأجيال.
خاتمة: إرث لا يُنسى
يوم العلم ليس ذكرى تاريخية فحسب، بل هو عهد نُجدده لبناء جزائر تُواصل مسيرة التنوير. كما قال ابن باديس: “إن الأمة التي تحسن صناعة الرجال أمة لا تقهر”. فلنكن أمة تصنع رجالها ونساءها بالعلم، فتظل شامخة كالجبال.