بلدة روفيني القديمة في كرواتيا: جوهرة تاريخية وثقافية
الموقع والنظرة العامة
تقع بلدة روفيني الساحرة (تُعرف بالإيطالية: Rovigno) على الساحل الغربي لشبه جزيرة إستريا في كرواتيا، مُطلّة على البحر الأدرياتيكي. كانت في الماضي جزيرةً منعزلة، قبل أن تُربط بالبر الرئيسي في القرن الثامن عشر، لتصبح شبه جزيرة ذات شكل مميز. تشتهر البلدة القديمة بهندستها المعمارية المستوحاة من البندقية، وشوارعها المرصوفة بالحصى التي تشبه المتاهات، وجوها المتوسطي النابض بالحياة.
التاريخ
- الأصول المبكرة: سكنها الإيليريون والرومان، ثم أصبحت جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية.
- العصر البندقي: ازدهرت تحت حكم جمهورية البندقية من عام 1283 إلى 1797، وهو ما يظهر بوضوح في هندستها وتخطيطها الحضري.
- الحُكم اللاحق: انتقلت إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية، ثم إيطاليا، وأخيراً يوغوسلافيا قبل أن تصبح جزءاً من كرواتيا الحديثة.
الهندسة المعمارية والمعالم
- كنيسة القديسة أوفيميا (Crkva Sv. Eufemije): تهيمن هذه الكنيسة الباروكية من القرن الثامن عشر على أفق البلدة، وتتميز ببرج أجراس يبلغ ارتفاعه 60 متراً، صُمم على غرار برج سانت مارك في البندقية. وتحتوي على رفات القديسة أوفيميا، وهي شهيدة مسيحية من القرن الثالث.
- الشوارع العتيقة: شوارع ضيقة وملتوية مثل شارع جريسيا (المشهور بمعارض الفن) تتسلق التلة نحو الكنيسة، محاطة بمنازل ملوّنة بألوان هادئة.
- الأسوار والأبواب: لا تزال أجزاء من الأسوار الدفاعية تعود للقرن الرابع عشر قائمة، بما في ذلك قوس بالبي، الذي كان يوماً أحد أبواب المدينة.
المظاهر الثقافية
- المشهد الفني: تُعتبر روفيني مركزاً للفنانين، حيث تنتشر المعارض الفنية ومتحف تراث روفيني الذي يعرض تاريخ المنطقة.
- المهرجانات: مثل سوق روفيني الليلي (في ليالي الصيف) ومعرض شارع جريسيا للفنون (في أغسطس)، اللذان يُبرزان الثقافة المحلية.
- المطبخ: تشتهر بالمأكولات البحرية الطازجة، والكمأ (الترافل)، ونبيذ إستريا (مثل صنف مالفازيا). لا تفوت تجربة طبق “škampi na buzaru” (يخنة الجمبري).
السياحة والأنشطة
- الميناء والجزر: يُقدّم الميناء الحيوي رحلات بحرية إلى خليج ليم وإلى أرخبيل روفيني (مثل جزيرة سانت كاترين والجزيرة الحمراء).
- الطبيعة: توفر حديقة غابة كيب غولدن (Zlatni Rt) مسارات خلابة وشواطئَ جميلة.
- أفضل وقت للزيارة: من أواخر الربيع إلى أوائل الخريف للاستمتاع بالطقس الدافئ والمهرجانات.
الحفاظ على التراث
رغم أنها ليست موقعاً لليونسكو، إلا أن قلب روفيني التاريخي محفوظ بدقة، حيث يوازن بين السياحة وحياة السكان المحليين. وتُعزز المناطق الخالية من السيارات سحرها العائد للعصور الوسطى.
نصائح للزوار
- ارتدوا أحذية مريحة للسير على الشوارع المرصوفة بالحصى.
- اصعدوا إلى برج كنيسة القديسة أوفيميا لاستمتاع بإطلالة بانورامية.
- استكشفوا البلدة في الصباح الباكر أو وقت الغروب لتجنب الازدحام.
بمزيجها الفريد من التاريخ، والفن، والجمال الطبيعي، تظل روفيني جوهرة لا تُضاهى في إستريا، تُسحر زائريها بسحرها الخالد. 🌊🏰🎨