رحلة إلى جزيرة أرواد.. حيث التاريخ يُحيطك بالأمواج

عنوان التعبير: رحلة إلى جزيرة أرواد.. حيث التاريخ يُحيطك بالأمواج

[مقدمة]في صباحٍ مشرقٍ من أيام الصيف، انطلقتُ مع عائلتي في رحلةٍ إلى جزيرة أرواد، الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة بالسكان، والتي تقع قبالة مدينة طرطوس. كانت الرحلة مفعمةً بالحماس، خاصةً أنني سمعتُ الكثير عن جمالها العتيق وأسوارها التي تحاكي حكايات الزمن القديم.

الوصول إلى الجزيرة:

ركبنا قاربًا صغيرًا من ميناء طرطوس، وفي أثناء عبورنا البحر الأبيض المتوسط، تناثرت قطرات الماء على وجوهنا المبتسمة، بينما كانت النسائم تعانق أشرعة القوارب التقليدية. وبينما اقتربنا من الجزيرة، بدت لنا كجوهرةٍ صغيرة تطفو على الماء، تحيط بها أمواجٌ زرقاء وأسوارٌ حجرية شاهقة تروي قصصًا عن عصورٍ غابرة.

جولة في أزقة الجزيرة العتيقة:

عند وصولنا، استقبلتنا أزقة ضيقة مرصوفة بالحجارة، تتخللها منازلٌ بيضاء ذات نوافذ زرقاء، تكسوها أزهار الياسمين والنباتات المتسلقة. شعرتُ كأنني عدتُ بالزمن إلى الوراء، خاصةً عندما مررنا بقلعة أرواد الأثرية، التي بناها الفينيقيون قبل آلاف السنين. تحدث الدليل السياحي عن دور الجزيرة كحصنٍ بحريٍ مهم في العصور الرومانية والإسلامية، بينما كنتُ ألمس الحجارة الملساء التي شهدت حضاراتٍ اندثرت.

حياة البحر والصبَّارين:

لم تخلُ الرحلة من متعة مشاهدة الصيادين وهم يصلحون شباكهم أو يبيعون صيدهم الطازج في السوق الصغير. تعرفنا على أحدهم، الشيخ أبو علي، الذي أخبرنا أن الجزيرة تعتمد على البحر في كل شيء: “السمك رزقنا، والقوارب بيوتنا الثانية”. ثم دعانا لتجربة قاربٍ خشبي تقليدي، صنعته أيديهم ببراعة، وأبحرنا به حول الجزيرة، حيث شاهدنا أسراب النوارس تحلق فوق رؤوسنا.

وجبة غداء بين التاريخ والطبيعة:

توقفنا لتناول الغداء في مطعمٍ صغيرٍ يطل على البحر، وتذوقنا أطباقًا من المأكولات الساحلية مثل “السمك المشوي” و”الفتوش” و”المتبل”. كان الطعم لا يُقاوم، خاصةً مع صوت الأمواج الذي يصاحب كل لقمة.

الوداع مع غروب الشمس:

قبل مغادرتنا، تسلقنا أحد أبراج القلعة القديمة لنشهد غروب الشمس. كانت لحظةً ساحرة؛ حيث تلون الأفق بدرجات اللون الوردي والذهبي، بينما انعكس الضوء على مياه البحر كأنها مرآة. التقطتُ صورًا تذكارية، واشتريت هديةً صغيرةً من دكّانٍ يبيع حرفياتٍ يدويةً مصنوعةً من أصداف البحر.

[خاتمة]عدتُ من رحلتي إلى أرواد وأنا أحمل ذكرياتٍ كرائحة البحر العالقة في الملابس: نقيةً ولا تُنسى. تعلمتُ أن الجزر الصغيرة قد تخفي عوالمَ كبيرة من التاريخ والبساطة والإصرار على الحياة. أرواد ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي حكاية ترويها الحجارة والبحر وأناسٌ رغم صعوبة حياتهم، يبتسمون كشمس البحر المشرقة دائمًا.

ملاحظة: التعبير يناسب الواجبات المدرسية، مع التركيز على وصف الأماكن والمشاعر، وإبراز الجوانب التاريخية والثقافية للجزيرة بلغة بسيطة وتشبيهات حية.

Exit mobile version